تداعيات قصف كردستان العراق على المنطقه

تداعيات قصف كردستان العراق على المنطقه

  • تداعيات قصف كردستان العراق على المنطقه

افاق قبل 2 سنة

 

تداعيات قصف كردستان العراق على المنطقه

المحامي علي ابوحبله

بعد قرابة سنتين من قصف قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق ردأ على اغتيال الشهيد قاسم سليماني، استهدفت إيران، بـ"صواريخ دقيقة"، قاعدة "حرير" في مدينة أربيل، في عملية تفيد المعلومات بأنها تأتي ردّاً على اعتداء إسرائيلي  استهدف منشأة عسكرية في كرمنشاه (يُرجّح أنها خاصّة بصناعة الطائرات المسيرة ) في 14 شباط الماضي. وبحسب المعلومات، فإن المنطقة المستهدفة تقع بالقرب من المبنى الجديد للقنصلية الأميركية، حيث يقول الإيرانيون إنه من هناك أُطلقت المسيّرات التي استهدفت المنشأة المذكورة.

فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني الأحد، أنه استهدف “مركزا استراتيجيا” إسرائيليا في شمال العراق، بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم كردستان سقوط صواريخ بالستية أطلقت “من خارج الحدود” في محيط أربيل والقنصلية الأميركية فيها ، وأفاد الحرس في بيان نشر على موقعهم الإلكتروني “سباه نيوز” إن “المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة للصهاينة تم استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية”.

 العملية تحمل دلالات ورسائل عدّة، وأهمّها وجود توجّه لدى إيران، التي تلقّت عدّة ضربات أمنية في الفترة الماضية، لفرض معادلات تمنع تل أبيب وواشنطن من شنّ اعتداءات ضدّها، أو تدفعهما إلى التفكير مليّاً قبل الإقدام عليها، وقد

أثار الهجوم  حنق السياسيين في العراق ، فقد وصف الرئيس برهم صالح، ما حصل بـ”عملية إرهابية”، وترأس رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، مصرحا أن " الاعتداء على إربيل هو اعتداء على شعبنا" ، ورأى محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب، الاستهداف “تعديا على سيادة العراق وأمن جميع مواطنيه”، فيما رأى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، الهجوم " جريمة ضد الإنسانية" . بين كل هذه التصريحات ذات الطابع العام، كانت تصريحات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الأكثر لفتا للانتباه برسائلها، فبعد إدانته الهجوم دعا لرفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني في بغداد، مضيفا أن الادعاء بوجود مواقع إسرائيلية " لا يجب أن يستعمل حجة لزعزعة أمن العراق وشعبه ، واذ تشير هذه التصريحات إلى أن الأطراف السياسية العراقية، باستثناء  تلك المتحالفة مع إيران  ، اعتبرت أن الهجوم الإيراني، بغض النظر عن المعلن من أهدافه، يستهدف سيادة العراق، كما يستسهل توظيف تقسيمه إلى كرد وعرب (إضافة إلى الانقسام المعلوم بين الشيعة والسنة)، كما أن الهجوم بوجهة نظرهم يستهدف سيادة الدولة العراقية، ويزج سماء وأرض العراق (ومقدساته)، على حد ما يقول الصدر، في " الصراعات السياسية والأمنية والعسكرية"

هذا وقد تناولت وكالة رويترز في تقرير لها الهجوم الذي شنته إيران، على كردستان العراق، ووصفته بأنه تحذير لإسرائيل، وبمثابة تذكير قوي أيضا لخصومها الولايات المتحدة والعرب بقدراتها العسكرية في وقت حساس بالنسبة لها.

وتتزامن الضربة المباشرة غير المعتادة مع نقطة تحول محتملة في ميزان القوى بالشرق الأوسط، في وقت تواجه فيه محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني شبح الانهيار وتتزايد فيه كذلك مخاطر نشوب حرب في منطقة الخليج، بينما يحاول القادة العراقيون في بغداد تشكيل حكومة جديدة متحررة من النفوذ الإيراني

ويقول محللون إقليميون إن كلا التطورين يساعدان في تفسير لماذا اختارت إيران هذه اللحظة لاستعراض استعدادها لاستخدام صواريخ باليستية، دائما ما تعتبرها طهران رادعا للولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربية التي تنافس طهران على النفوذ الإقليمي

داخل العراق، اعتبر خصوم إيران الضربة تحذيرا لهم في خضم محادثات حساسة بشأن تشكيل حكومة جديدة بعد 5 أشهر من إجراء الانتخابات المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ومنحت تلك الانتخابات انتصارا لزعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر، الذي يعارض النفوذ الإيراني والمنافس الرئيسي لبني مذهبه المتحالفين مع إيران  ،  وهدد الصدر باستبعاد الجماعات المدعومة من إيران من الحكومة، وأقام تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، فضلا عن تحالف السيادة السني الذي يضم كتلتي "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي و"عزم" بزعامة خميس الخنجر.

وكتب الصدر تغريدة على تويتر الأحد قال فيها إن أكراد العراق كانوا هدفا للهجوم الإيراني، وتعهد بالمضي قدما في تشكيل "حكومة الأغلبية الوطنية"، للإشارة إلى حكومة متحررة من النفوذ الإيراني ، وقال دودج إن رسالة إيران جريئة لكنها محفوفة بالمخاطر وإن العراق سيتحمل وطأة أي أعمال عنف أخرى. وأكد أن خصوم إيران سيسعون للرد على طهران أو الفصائل الموالية لها.

وأضاف "تنخرط مجددا في الهجمات والرد عليها. ومهما حدث بعد ذلك، فإنه سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في العراق " العراق لم يعد  يحتمل الصراعات الداخليه  فيكفي العراق ما فيه من صراعات اثنيه وطائفيه ومذهبيه واذا كان هناك من تصفية حسابات لتكن بعيده عن العراق والعراقييين

 

التعليقات على خبر: تداعيات قصف كردستان العراق على المنطقه

حمل التطبيق الأن